فصل: أحاديث مختلفة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **


 أحاديث مختلفة

- حديث آخر‏:‏ أخرجه مسلم عن أبي الطفيل ‏[‏عند مسلم‏:‏ عن أبي الطفيل البكري عن ابن عباس‏:‏ ص 412‏]‏ عن ابن عباس، قال‏:‏ لم أر رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يستلم غير الركنين اليمانيين، واحتج ابن الجوزي في ‏"‏التحقيق‏"‏ لأبي حنيفة على القول بأن استلام الركن اليماني غير سنة، بما رواه أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ حدثنا عبد الرزاق ثنا ابن جريج أخبرني سليمان بن عتيق عن عبد اللّه بن بابيه عن بعض بني يعلى بن أمية عن يعلى بن أمية، قال‏:‏ كنت مع عمر فاستلم الركن، قال يعلى‏:‏ وكنت مما يلي البيت، فلما بلغت الركن الغربي الذي يلي الأسود مررت ‏[‏كذا في - نسخة الدار - أيضًا، وفي نسخة أخرى ‏"‏وحدرت‏]‏ بين يديه لأسلم، فقال لي‏:‏ ما شأنك‏؟‏ قلت‏:‏ ألا نستلم هذين‏؟‏ قال‏:‏ ألم تطف مع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏؟‏ فقلت‏:‏ نعم، قال‏:‏ أرأيته يستلم هذين الركنين - يعني الغربيين - ‏؟‏، قلت‏:‏ لا، قال‏:‏ أفليس لك فيه أسوة‏؟‏ قلت‏:‏ بلى، قال‏:‏ فأنفذ عنك، انتهى‏.‏ قال في ‏"‏التنقيح‏"‏‏:‏ وفي صحة هذا الحديث نظر، انتهى كلامه‏.‏

- الحديث الخامس والعشرون‏:‏ قال عليه السلام‏:‏

- ‏"‏وليصل الطائف لكل أسبوع ركعتين‏"‏،

قلت‏:‏ غريب، وأخرج البخاري، ومسلم ‏[‏عند البخاري في ‏"‏باب من طاف بالبيت إذا قدم مكة‏"‏ الخ ص 219 - ج 1، وعند مسلم‏:‏ ص 410‏]‏ عن نافع عن ابن عمر أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كان إذا طاف بالحج والعمرة أول ما يقدم، فإنه يسعى ثلاثة أطواف، ويمشي أربعًا، ثم يصلي سجدتين، انتهى‏.‏ وأخرجه البخاري ‏[‏عند البخاري في ‏"‏باب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة‏"‏ ص 223‏]‏ عن سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن عمر، قال‏:‏ قدم رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ فطاف بالبيت سبعًا، ثم صلى خلف المقام ركعتين، وطاف بين الصفا والمروة، وقال‏:‏ لقد كان لكم في رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أسوة حسنة، انتهى‏.‏ وقال أيضًا في صحيحه ‏[‏البخاري‏:‏ ص 220‏.‏‏]‏‏:‏ ‏"‏باب صلاة النبي عليه السلام لكل أسبوع ركعتين‏"‏، وقال إسماعيل بن أمية‏:‏ قلت للزهري‏:‏ إن عطاء يقول‏:‏ تجزئه المكتوبة من ركعتي الطواف، فقال‏:‏ السنة أفضل، لم يطف عليه السلام أسبوعًا قط إلا صلى ركعتين، انتهى‏.‏ وقال في موضع آخر‏:‏ قال نافع‏:‏ كان ابن عمر يصلي لكل أسبوع ركعتين، انتهى‏.‏ وروى عبد الرزاق في ‏"‏مصنفه‏"‏، حدثنا عبد الوهاب ثنا منذر عن ابن جريج عن عطاء أن النبي عليه السلام كان يصلي لكل أسبوع ركعتين، انتهى‏.‏ وروى الحافظ أبو القاسم تمام بن محمد الرازي في ‏"‏فوائده‏"‏ حدثنا أحمد بن القاسم بن الفرج بن مهدي البغدادي ثنا أبو عبيد اللّه محمد بن عبدة القاضي ثنا إبراهيم بن الحجاج الشامي ثنا عدي بن الفضل عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر، قال‏:‏ سن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ لكل أسبوع ركعتين، انتهى‏.‏ وروى ابن أبي شيبة في ‏"‏مصنفه‏"‏ حدثنا حفص بن غياث عن عمرو عن الحسن، قال‏:‏ مضت السنة أن مع كل أسبوع ركعتين، لا يجزئ منهما تطوع ولا فريضة، انتهى‏.‏ حدثنا يحيى بن سليمان عن إسماعيل بن أمية عن الزهري نحوه، سواءً‏.‏ وهذه الأحاديث كلها أجنبية عن حديث الكتاب، فإن المصنف استدل به للشافعي على وجوب ركعتي الطواف، وعندنا هي سنة، وليس في هذه الأحاديث ما يدل على وجوبها، إلا أن يجعل قوله‏:‏ سن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ لكل أسبوع ركعتين، بمعنى أمر وأوجب، كما ورد في حديث عائشة، وقد سن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ الطواف بين الصفا والمروة، فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما، أخرجاه في ‏"‏الصحيحين‏"‏ في حديث طويل‏.‏

- الحديث السادس والعشرون‏:‏ روي أن النبي عليه السلام

- لما صلى الركعتين عاد إلى الحجر فاستلمه،

قلت‏:‏ في ‏"‏موطأ مالك‏"‏ ‏[‏عند مالك في ‏"‏باب الاستلام في الطواف‏"‏ ص 142‏.‏‏]‏ أنه بلغه أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كان إذا قضى طوافه وركع الركعتين، فأراد أن يخرج إلى الصفا والمروة استلم الركن الأسود قبل أن يخرج، انتهى‏.‏ هو في حديث جابر الطويل ‏[‏عند مسلم‏:‏ ص 394، وعند أبي داود في ‏"‏باب صفة حجة النبي صلى اللّه عليه وسلم‏"‏ ص 262 - ج 1، والدارمي‏:‏ ص 234‏.‏‏]‏، ولنذكره برمّته، فإنه عمدة في مناسك الحج، أخرجه مسلم عن جعفر بن محمد عن أبيه، قال‏:‏ دخلنا على جابر بن عبد اللّه فسأل عن القوم حتى انتهى إليّ، فقلت‏:‏ أنا محمد بن علي بن الحسين، فأهوى بيده إلى رأسي فنزع زرّي الأعلى، ثم نزع زرّي الأسفل، ثم وضع كفه بين ثدَييَّ وأنا يومئذ غلام شاب، فقال‏:‏ مرحبًا بك يا ابن أخي، سل عما شئت، فسألته، وهو أعمى، وحضر وقت الصلاة، فقام في نساجة ملتحفًا بها، كلما وضعها على منكبيه رجع طرفاها إليه من صغرها، ورداؤه إلى جنبه على المشجب، فصلى بنا، فقلت‏:‏ أخبرني عن حجة رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فقال بيده، فعقد تسعًا، فقال‏:‏ إن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ مكث تسع سنين لم يحج، ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول اللّه حاج، فقدم المدينة بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتمّ برسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، ويعمل مثل عمله، فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة، فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر، وأرسلت إلى النبي عليه السلام كيف أصنع‏؟‏ قال‏:‏ اغتسلي، واستثفري بثوب، وأحرمي، فصلى رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ في المسجد، ثم ركب القصواء حتى إذا استوت به ناقته على البيداء نظرت إلى مدى بصري بين يديه من راكب وماش، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل من شيء عملنا به، فأهلّ بالتوحيد‏:‏ لبيك اللّهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، وأهلّ الناس بهذا الذي يهلون به، فلم يردّ رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ عنهم شيئًا منه، ولزم رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ تلبيته، قال جابر‏:‏ لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة، حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن، فرمل ثلاثًا، ومشى أربعًا، ثم تقدم إلى مقام إبراهيم عليه السلام، فقرأ ‏{‏واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى‏}‏ [لبقرة: 125]، فجعل المقام بينه وبين البيت، فكان أبي يقول‏:‏ ولا أعلم ذكره إلا عن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، كان يقرأ في الركعتين ‏{‏قل هو اللّه أحد‏}‏ [الإخلاص: 1] و‏{‏قل يا أيها الكافرون‏}‏ [الكافرون: 1]، ثم رجع إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من الباب إلى الصفا، فلما دنا من الصفا قرأ ‏{‏إن الصفا والمروة من شعائر اللّه‏}‏ [البقرة: 158] أبدأ بما بدأ اللّه به، فبدأ بالصفا، فرقى عليه حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة، فوحد اللّه وكبره، وقال‏:‏ لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا اللّه وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم دعا بين ذلك، قال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة، حتى إذا انصبِّت قدماه في بطن الوادي رمل، حتى إذا صعدتا مشى، حتى أتى المروة، ففعل على المروة كما فعل على الصفا، حتى إذا كان آخر طوافه على المروة، قال‏:‏ لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي، وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل، وليجعلها عمرة، فقام سراقة بن مالك بن جعشم، فقال‏:‏ يا رسول اللّه ألعامنا هذا، أم لأبد‏؟‏ فشبك رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أصابعه واحدة في الأخرى، وقال‏:‏ دخلت العمرة في الحج مرتين، لا، بل لأبد أبد، وقدم علي من اليمين ببدن النبي عليه السلام فوجد فاطمة رضي اللّه عنها ممن حل، ولبست ثيابًا صبيغًا، واكتحلت، فأنكر ذلك عليها، فقالت‏:‏ إن أبي أمرني بهذا، قال‏:‏ فكان عليّ يقول بالعراق‏:‏ فذهبت إلى رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ محرِّشًا على فاطمة، للذي صنعت، مستفتيًا لرسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ فيما ذكرت عنه، فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها، فقال‏:‏ صدقت صدقت، ماذا قلت حين فرضت الحج‏؟‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ اللّهم إني أهلّ بما أهلّ به رسولك، قال‏:‏ فإن معي الهدي فلا تحل، قال‏:‏ فكان جماعة الهدي الذي قدم به علي رضي اللّه عنه من اليمين، والذي أتى به النبي عليه السلام مائة، قال‏:‏ فحل الناس كلهم وقصروا، إلا النبي عليه السلام، ومن كان معه هدي، فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى، فأهلوا بالحج، وركب رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلًا حتى طلعت الشمس، فأمر بقبة من شعر، فضربت له بنمرة، فسار رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام، كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجاز رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له، فأتى بطن الوادي، فخطب الناس، وقال‏:‏

‏"‏إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، كان مسترضعًا في بني سعد فقتلته هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول ربًا أضع من ربانا ربا العباس ابن عبد المطلب، فإنه موضوع كله، واتقوا اللّه في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان اللّه، واستحللتم فروجهن بكلمة اللّه، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب اللّه، وأنتم تُسألون عني، فما أنتم قائلون‏؟‏ قالوا‏:‏ نشهد أنك قد بلغت، وأدّيت، ونصحت، فقال بإِصبعه السبابة، يرفعها إلى السماء، وينكتها إلى الناس‏:‏ اللّهم اشهد، اللّهم اشهد، ثلاث مرات، ثم أذن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ولم يصل بينهما شيئًا، ثم ركب رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة فلم يزل واقفًا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلًا، حتى غاب القرص، وأردف أسامة خلفه، ودفع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وقد شنق ‏[‏قوله‏:‏ شنق - بتخفيف النون، بعد الشين - أي ضم وضيق الزمام‏]‏ للقصواء الزمام، حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله، ويقول بيده اليمنى‏:‏ أيها الناس، السكينة السكينة، كلما أتى حبلًا من الحبال ‏[‏الحبال هنا - بالحاء المهملة المكسورة - جمع حبل وهو التل اللطيف من الرمل الضخم - كذا في النووي - ‏[‏البجنوري‏]‏‏]‏، أرخى لها قليلًا حتى تصعد، حتى أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء، بأذان واحد، وإقامتين، ولم يسبح بينهما شيئًا، ثم اضطجع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ حتى طلع الفجر، فصلى الفجر حتى تبين له الصبح، بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء، حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة، فدعاه وكبره وهللّه ووحده، فلم يزل واقفًا حتى أسفر جدًا، فدفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن العباس، وكان رجلًا حسن الشعر، أبيض وسيمًا، فلما دفع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ مرت به ظعن يجرين، فطفق الفضل ينظر إليهن، فوضع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يده على وجه الفضل، فحول الفضل وجهه، إلى الشق الآخر ينظر، فحوّل رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يده من الشق الآخر على وجه الفضل، فصرف وجهه من الشق الآخر، ينظر حتى أتي بطن محسر، فحرك قليلًا، ثم سلك طريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة، فرماها سبع حصيات، يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف، رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر، فنحر ثلاثًا وستين بدنة بيده، ثم أعطى عليًا، فنحر ما غبر، وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة، فجعلت في قدر فطبخت، فأكلا من لحمها، وشربا من مرقها، ثم ركب رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فأفاض إلى البيت، فصلى بمكة الظهر، فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم، فقال‏:‏ انزعوا بني عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم، فناولوه دلوًا فشرب منها، انتهى‏.‏ ورواه ابن حبان في ‏"‏صحيحه‏"‏ في النوع الثاني، من القسم الخامس، ورواه ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، والبزار، والدارمي، في ‏"‏مسانيدهم‏"‏ قال ابن حبان‏:‏ والحكمة في أن النبي عليه السلام نحر بيده ثلاثًا وستين بدنة، أنه كانت له يومئذ ثلاث وستون سنة، فنحر لكل سنة من سنيه بدنة، وأمر عليًا بالباقي، فنحرها، واللّه أعلم، انتهى‏.‏

- الحديث السابع والعشرون‏:‏ قال عليه السلام‏:‏

- ‏"‏من أتى البيت فليحيه بالطواف‏"‏،

قلت‏:‏ غريب جدًا‏[‏قال الحافظ في ‏"‏الدراية‏"‏‏:‏ لم أجده ص 192‏.‏‏]‏‏.‏

- الحديث الثامن والعشرون‏:‏ روي أن النبي عليه السلام

- صعد الصفا حتى إذا نظر إلى البيت قام مستقبل القبلة يدعو اللّه،

قلت‏:‏ تقدم من حديث جابر، فبدأ بالصفا، فرمى عليه حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة، فوحد اللّه وكبره، الحديث‏.‏

قوله‏:‏ والرفع سنة الدعاء، قلت‏:‏ فيه أحاديث‏:‏ فمنها ما أخرجه أبو داود في ‏"‏سننه - في الدعاء‏"‏ ‏[‏جميع أحاديث أبي داود في هذه المسألة في ‏"‏الدعاء‏"‏ ص 209 - ج 1‏]‏ عن عبد العزيز بن محمد عن العباس بن عبد اللّه بن معبد بن العباس بن عبد المطلب عن أخيه إبراهيم بن عبد اللّه عن ابن عباس أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ قال‏:‏ المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك، ونحوهما، والاستغفار أن تشير بإصبع واحدة، والابتهال أن تمد يديك جميعًا، انتهى‏.‏ ثم أخرجه عن سفيان عن عباس بن عبد اللّه عن عكرمة عن ابن عباس، فذكره موقوفًا‏.‏